تنمیة الموارد البشریة ودورها فی تحقیق التنمیة المستدامة دراسة خاصة عن قطاع التعلیم فی بنى ولید بلیبیا

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 کلیة التجارة، جامعة عین شمس

2 کلیة الاقتصاد والعلوم السیاسی، جامعة طرابلس

المستخلص

عملیة التنمیة المستدامة تتضمن تنمیة بشریة تهدف إلى تحسین مستوى الرعایة الصحیة والتعلیم، فضلاً عن عنصر المشارکة حیث یشارک الناس فی صنع القرارات التنمویة التی تؤثر فی حیاتهم بالإضافة إلى عنصر العدالة أو الإنصاف والمساواة، وهناک نوعان من الإنصاف هما:إنصاف الأجیال المقبلة والتی یجب إنصاف من یعیشون الیوم من البشر ولا یجدون فرصاً متساویة مع غیرهم فی الحصول على الموارد الطبیعیة والخدمات الاجتماعیة کما تهدف التنمیة المستدامة أیضاً إلى تحسین فرص التعلیم والرعایة الصحیة.
وبدأ الاهتمام واضحاً الآن بمدى ارتباط التنمیة البشریة بمفهوم التنمیة المستدامة حیث تبرز هذه العلاقة من خلال الحاجة الماسة لإیجاد توازن بین السکان من جهة وبین الموارد المتاحة من جهة وبالتالی فهی علاقة بین الحاضر والمستقبل بهدف ضمان حیاة ومستوى معیشة أفضل للأجیال القادمة والذی یحتاج إلى ربط قضایا البیئة بالتنمیة بشکل محدد ومستمر حیث إنه لا وجود لتنمیة مستدامة بدون التنمیة البشریة.
علیه فان هذه الدراسة تهدف الى توضیح الدور الکبیر الذی تمثله تنمیة الموارد البشریة فی تحقیق التنمیة المستدامة، لأن الموارد البشریة هی التی تحدد الأهداف والسیاسات وتضع الخطط والبرامج، وهی التی تتحمل مسؤولیة توجیه واستخدام الإمکانات والموارد المادیة المتاحة ویأتی الاستثمار فی الموارد البشریة من خلال التعلیم جزء هام وأساسی فی بناء قدرات ومهارات بشریة فعالة فی المجتمع، ویشکل التعلیم مورداً أساسیاً لکافة الخطط التنمویة کما أنه رکیزة مهمة من مرتکزات التنمیة المستدامة.
وقد اتبع الباحثون الأسلوب الوصفی فی التحلیل عن طریق جمع البیانات والمعلومات والإحصائیات المتعلقة بموضوع الدراسة. ولقد تم توزیع مفردات العینة طبقاً للنوع (ذکور وإناث) والمستوى التعلیمی (مؤهل جامعی فما فوق، مؤهل متوسط، مؤهل متوسط فأقل) والفئة العمریة (21-31، 30-40، 41-51، 50-60) والمستوى الإداری (إدارة علیا، وسطى، تنفیذیة) وعددهم (100) مفردة.
 وقد تم کما استخدم المنهج الإحصائی لاختبار أدوات القیاس والتحقق من صحة الفروض باستخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة ، واستنباط النتائج من خلال تفسیرها.
وکانت اهم النتائج التی توصلت الیها هذه الدراسة القصور الواضح فی منظومة البحث العلمی من حیث الخطط والبرامج والأسالیب والمناهج القائمة على الأسس العلمیة الحدیثة المتعارف علیها وتوافقها مع المتغیرات الاقتصادیة والتحدیات العالمیة والتی یأتی فی مقدمتها التطور التکنولوجی، وکذلک ضعف الأنفاق علی البحث العلمی.ووجود علاقة طردیة موجبة بین کل من بناء خطط وبرامج التعلیم المواکبة للثورة التعلیمیة التنمویة وبین کفاءة سیاسات إدارة الموارد البشریة فی مواکبة متطلبات هذه التنمیة.
 وقد اوصت الدراسة بضرورة اعتبار التعلیم والتدریب والبحث العلمی والتنمیة التکنولوجیة أهم وسائل تحقیق سیاسات تنمیة الموارد البشریة، ولذلک لابد أن یصبحا رکیزة أساسیة فی خطة التنمیة القومیة ، وتحقیق التکامل والتنسیق بین الهیئات التعلیمیة والتدریبیة والبحثیة المختلفة، وجهات الإنتاج والخدمات تحقیقاً لمتطلبات رفع التنافسیة اداءً ونمواً لتحقیق متطلبات التنمیة ،بالاضافة الى
التأکید على تحدیث وتطویر المناهج التعلیمیة والتدریبیة والبحث العلمی وربطها بسیاسات تنمیة الموارد البشریة المواکبة لمتطلبات التنمیة.

الموضوعات الرئيسية