استخدام نظم المعلومات الجغرافیة لتحقیق العدالة الاجتماعیة فى توزیع الخدمات التعلیمیة بمدینة المنصورة

یعتبر التعلیم من أهم متطلبات العصر الحدیث لما له من دور هام فى التقدم والنهوض بالأمم؛ لذلک تسعى الدولة جاهدة لتحسین جودة التعلیم وخاصه فى مراحله الأولى مما یجعل مدارس التعلیم الأساسى أحد أهم الخدمات التى یجب توافرها وبتوزیع عادل داخل کافة التجمعات العمرانیة سواء فى کتلته القائمة أو الامتدادات المقترحة بالمخططات الاستراتیجیة العامة لتلک التجمعات.
یهدف هذا البحث لتقییم مستوى تلک الخدمة (فى الوضع الراهن) واقتراح أماکن توطینها فى حالة وجود قصور أو عدم عدالة فى توزیعها على مستوى مدینة المنصورة والتى تعد من أهم مدن وسط الدلتا والتى لا تملک ظهیر صحراوى مما یستوجب معه تعظیم الاستفاده من الاراضى المتاحه داخل الکتله العمرانیة للحفاظ على الرقعة الزراعیة من حولها.
وبناء على ما سبق فانه یجب استخدام التقنیات الحدیثة لتحلیل بینات الوضع الراهن وتحلیل أماکن توطین الخدمات المقترحة لتقلیل الضغوط على متخذى القرار ولضمان اقصى درجات الدقة فى اختیار المواقع التى تحقق اقصى عدالة لتوزیع تلک الخدمة؛ لذلک فان نظام نظم المعلومات الجغرافیة بما یملکة من امکانیات قادرة على التعامل مع قاعدة البیانات الخاصة بالمدینة والتى تم إنشائها باستخدام برنامج ArcGis 10.4.1 أثناء اعداد المخطط الاسترتیجى للمدینة حتى عام 2027 من قبل الهیئة العامة للتخطیط العمرانى.
تم تحلیل بیانات المدینة باستخدام البرنامج وصولاً الى ان هناک عجز (عدم عداله) فى توزیع الخدمة فى الوضع الراهن لوجود عدة مناطق غیر مخدومة سواء داخل الکتله الحالیة او داخل أجزاء الامتداد العمرانى المقترحة فى المخطط. لذلک تم اقتراح مواقع جدیدة للخدمة بالتوافق مع دلیل المعدلات والمعاییر التخطیطیة للخدمة فى جمهوریة مصر العربیة لتوطین الخدمات والمعد من قبل الهئیة العامة للتخطیط العمارنى (الجهه المسئولة عن التخطیط العمرانى بجمهوریة مصر العربیة وفقاً لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008).
وباستخدام خاصیة التحلیل المکانى المتوفرة بالبرنامج للاماکن المقترحة لتوطین الخدمة تم التأکد من تحقیق العدالة فى توزیع الخدمة فى کافة انحاء المدینة مع مراعاة تواجد المواقع المقترحة على أراضى فضاء ووفقاً لطبیعة الاستخدامات الموجودة او المقترحة لتلک المنطقة طبقاً لما ذکر فى دلیل توزیع الانشطة واستعمالات الأراضى داخل المدن المصریة. وللتاکد من قیام تلک المواقع باداء الوظیفة المطلوبة على اکمل وجه تم دراسة سهولة الوصول إلیها (بدراسة شبکة الطرق)؛ دراسة البعد عن مصادر تلوث الهواء والضوضاء.