نموذج مقترح لزیادة مصداقیة تقاریر أحد الأجهزة الرقابیة عن الأداء البیئی للمنظمات

قد کان لتطبیق مفاهیم التنمیة المستدامة وتقییم الأثر البیئی ونظام الإدارة البیئیة أثراً کبیراً فی زیادة حجم الطلب على البیانات والمعلومات الناتجة عن تطبیق نظما المحاسبة البیئیة، الأمر الذی یستوجب مراجعة هذه النظم وإصدار تقاریر تعمل على تزوید مستخدمی القوائم المالیة بمعلومات تساعدهم فی اتخاذ قرارات بیئیة رشیدة وأیضاً مساعدتهم فی الرقابة والتخطیط والمتابعة للأنشطة البیئیة، وتفصح تقاریر المراجعة البیئیة عن مدى التزام المنظمات بالسیاسات والقوانین البیئیة والمحافظة على البیئة من التلوث والمخاطر وعدم الإفراط فی استخدام الموارد الطبیعیة لتحقیق التنمیة المستدامة والحصول على مزایا تنافسیة وإعفاءات ضریبیة وتجنباً لعقوبات عدم الالتزام بالقوانین البیئیة.ولقد أوضحت الدراسة إن زیادة مصداقیة التقاریر تساعد الجهاز الأعلى للرقابة المالیة والمحاسبة فی تحقیق دوراً حیویاً ومتنامیاً فی الحوکمة البیئیة الفعالة لتنظیم السلوک العام والخاص نحو مزید من المساءلة والمسئولیة للحفاظ على البیئة، وأن جمیع نتائج المراجعة البیئیة تساعد الحکومة على تحقیق أهدافها البیئیة لتحقیق التنمیة المستدامة. وفی سبیل تحقیق هدف الدراسة واختبار فروضها، اعتمد الباحث فی هذه الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی وأسلوب الدراسة المیدانیة لجمع المعلومات والبیانات اللازمة لإتمام الدراسة. وقد تألفت عینة الدراسة من: العینة الاستطلاعیة: أجریت هذه الدراسة الاستطلاعیة على عینة مکونة من 40 فرد من أجل الإجابة على 40 استبیان تم إرجاعها کاملة، للتأکد من صدق وثبات الاختبار الاستبیان. العینة الفعلیة: بعد التحقق من صدق أداة القیاس وثباتها، وزعت الاستبانات على أفراد عینة الدراسة وعددها (200) استمارة، وبلغ عدد المسترجع منها (178) استمارة، منهم (18) استمارة غیر صالحة للتحلیل الإحصائی، وبالتالی تکونت العینة الفعلیة من (160).
وتم تصمیم أداة الدراسة بصیاغة أولیة لعبارات المقیاس المستخدم انطلاقا من موضوع الدراسة وأهدافها وتساؤلاتها وذلک بعد القراءة المتأنیة والاطلاع على الأدبیات والدراسات السابقة المتعلقة بمشکلة الدراسة وخبرة الباحث العملیة، وتتکون أداة الدراسة من:الجزء الأول: ویشمل البیانات الشخصیة. الجزء الثانی: ویشمل العبارات الخاصة الإفصاح عن الأداء البیئی ویبلغ عدد عباراته 40 عبارة مقسمة على خمسة أبعاد. الجزء الثالث: ویشمل العبارات الخاصة بمصداقیة التقاریر ویبلغ عدد عباراته 26 عبارات مقسمة على بُعدین، وللتأکد من أداة الدراسة نستطیع قیاس الخصائص السیکو متریة لهذه الأداة وهذه الخصائص تتمثل فی الصدق والثبات، وذلک لتحقیق الهدف من الدراسة باقتراح نموذج لزیادة مصداقیة تقاریر الجهاز المرکزی للمحاسبات عن الأداء البیئی للمنظمات للوصول إلى تحقیق مجموعة من الأهداف الفرعیة منها وضع معاییر وأسس وإرشادات إعداد تقاریر المراجعة البیئیة ، والتأکد من ملائمة نظم الإدارة البیئیة بالمنظمة ومن مدى التزامها الفعلی بالقوانین البیئیة والمتطلبات التشریعیة والأمان وذلک لتقلیل درجة التعرض للمخاطر البیئیة، وتقییم فعالیة نظم الإدارة البیئیة القائمة وتقدیم النصح للإدارة بالتحسینات الممکن إجراؤها على تلک النظم لتحقیق التحسین البیئی، والتأکد من دقة وصحة البیانات المالیة المتعلقة بالأداء البیئی للمنظمة والمثبتة فی الدفاتر والسجلات المحاسبیة وغیر المحاسبیة والقوائم المالیة أو أیة تقاریر خاصة بالأداء البیئی، والتحقق من سلامة العرض والإفصاح عن الالتزامات أو الخسائر المحتملة الناتجة عن الأمور البیئیة بالقوائم المالیة وملحقاتها للمنظمة محل المراجعة، کما یساهم هذا البحث فی القاء الضوء على المحاسبة البیئیة ومشاکل القیاس المحاسبی البیئی وتقدیم مقترحات لحلها، وکیفیة الوصول لعملیة تدقیق بیئیة موثقة للحصول على أدلة موضوعیة تتطابق مع المعاییر البیئیة لتوفیر والإفصاح عن المعلومات والبیانات المناسبة والتی تؤثر على القوائم المالیة والتقاریر الملحقة بها لتعزیز مصداقیتها، وبتحلیل نموذج تعزیز المصداقیة نجد أن جمیع المتغیرات تؤدى إلى زیادة مصداقیة تقاریر الجهاز.
وبالإضافة إلى النتائج التی توصل إلیها الباحث عند تقییم الدراسات السابقة من الالتزام بدعم ودمج المراجعة البیئیة فی أعمال الأجهزة العلیا للرقابة توصی الدراسة بما یلی: تحدید المنهج الذی یجب أن یستخدمه الجهاز عند مراجعة التصرفات الحکومیة فی مجال البیئة، إعادة هیکلة الجهاز الأعلى للرقابة المالیة والمحاسبة واستحداث قطاع المراجعة البیئیة، المشارکة والتنسیق بین الأجهزة العلیا للرقابة فی التحقق من جوانب التنمیة المستدامة، استهداف الجهاز الأعلى للرقابة المالیة والمحاسبة من المراجعة البیئیة أولویة استراتیجیة، تفعیل دور الجهاز الأعلى للرقابة المالیة والمحاسبة فی مراجعة الاتفاقیات البیئیة الدولیة.