الأبعاد الاجتماعیة والنفسیة المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر وانعکاس ذلک على الأسرة دراسة أنثروبولوجیة مقارنة بین الریف والحضر

تهدف الدراسة الراهنة إلى معرفة الأبعاد الاجتماعیة والنفسیة المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر، ومدى إنعکاس ذلک على الأسرة، دراسة أنثروبولوجیة مقارنة طُبقت بمدینة کفر الزیات، وقریة الدلجمون التابعة لها بمحافظة الغربیة. وقد استخدم الباحثون عدة أدوات لجمع البیانات وهی: صحیفة استبیان (من إعداد الباحثون) لمعرفة الأبعاد الاجتماعیة المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر، والتی طُبقت على عینة قوامها (140) عینة مفردة لعینة الریف، مقسمة إلى (65) مفردة من الذکور، (75) مفردة من الإناث، وکانت عینة الحضر قوامها (90) مفردة مقسمة إلى (25) مفردة من الذکور، (65) مفردة من الإناث، بالإضافة إلى تصمیم مقیاس الأبعاد النفسیة المرتبطة بالإقبال على أعمال السحر ( من إعداد الباحثون )، وقد تم تطبیقه على عینة قوامها (150) مفردة لعینة الریف، مقسمة إلى (75) مفردة من الذکور، (75) مفردة من الإناث، وعینة الحضر قوامها (150) مفردة مقسمة إلى (75) مفردة من الذکور،(75) مفردة من الإناث، وتم التطبیق قبلى وبعدی على نفس العینة. هذا إلى جانب تصمیم دلیلین مقابلة (من إعداد الباحثون) مع الممارس بقریة الدلجمون، والممارس بمدینة کفر الزیات. هذا إلى جانب إعتمادهما أیضًا على الملاحظة بالمشارکة – والإخباریین.
واعتمدت الدراسة على (المنهج الوصفی التحلیلی – ومنهج المسح الاجتماعی بإستخدام أسلوب العینة العمدیة – المنهج الأنثروبولوجی – المنهج المقارن التقلیدی - بیلوجرافیات الفولکلور). وقد أستعان الباحثون بعدد من النظریات (نظریة الثقافة الشعبیة – النظریة الوظیفیة – النظریة البنائیة والأدب الشعبی - نظریة التحلیل النفسی) کموجه فکری للداسة.
وإنتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها ما یلی: کشفت الدراسة أن الإناث أکثر ترددًا من الذکور على السحرة، والسبب وراء ذلک أن الإناث أکثر إستعدادًا للإستهواء. بینت الدراسة أن النسبة الکبیرة من المترددین على السحرة تنتمی إلى الفئات العمریة ما بین (20سنة: 50 سنة)، کما أنها تقل فی الفترة العمریة مابعد (50 سنة).
أوضحت الدراسة أن النسبة الکبیرة من المترددین على السحرة من المسلمین، بینما نسبة المترددین من المسیحیین فهی ضئیلة جدًا. بینت الدراسة أن نسبة کبیرة من المترددین على السحرة من المتعلمین. أوضحت الدراسة أن أکثر الفئات ذهابــًا إلى الممارسین من (المتزوجین) یلیهما (أعزب) من الذکور والإناث ثم (مطلق) و(أرمل). بینت الدراسة أن نسبة کبیرة من المترددین على السحرة من الموظفین. أوضحت الدراسة أن المترددین على الممارسین من کل الفئات الاجتماعیة والاقتصادیة بالرغم من إنتشار وسائل التحضر والتکنولوجیا.
ومن أهم توصیات الدراسة یجب أن تتکاتف جمیع مؤسسات الدولة وتقف وقفة صارمة أمام هذا المد الظلامی لهذا النوع من الفکر، لدحض تلک الخرافات التی تعرقل حیاة الأفراد وتنشر الجهل وتورثه عبر الأجیال، وذلک من خلال ما یلی: تدعیم دور الأسرة فی مواجهة ظاهرة السحر، وتقبل ثقافة العقلانیة، وذلک من خلال وضع برامج توعیة للأسر داخل نطاق المجتمع المحلی. محاولة تفتیت البنیة الثقافیة المدعمة لظاهرة السحر داخل المجتمعات، وإعادة هیکلتها بأسلوب عقلانی، والفن والثقافة قادران على مواجهة هذا الفکر.