المتغیرات الإجتماعیة والفیزیقیة المرتبطة بإستخدام الشباب لوسائل التواصل الإجتماعى دراسة أنثروبولوجیة مقارنة بین الذکور والإناث فى قبائل العبابدة والبشاریة

هدفت الدراسة إلى تحدید المتغیرات الإجتماعیة والفیزیقیة المرتبطة بأستخدام الشباب لوسائل التواصل الإجتماعى وتأثیرها على شباب قبیلتى العبابدة والبشاریة وعقد مقارنة فى أستخدام التکنولوجیا الحدیثة بین کلا من (الذکور والإناث) داخل قبائل العبابدة والبشاریة. وینبثق من الهدف الرئیسى عدة أهداف فرعیة وهى تحدید التغیرات التى طرأت على نمط الحیاة الإجتماعیة والفیزیقیة فى قبائل العبابدة والبشاریة بعد إستخدامهم لشبکات التواصل الإجتماعى، تأثیر شبکات التواصل الإجتماعى على الشباب (ذکور وإناث) بمجتمع العبابدة والبشاریة، تحدید الفرق فى تأثیر شبکات التواصل الإجتماعى للمتغیرات الإجتماعیة تبعا للنوع (الذکور والإناث) لقبائل العبابدة والبشاریة، تحدید الفرق فى تأثیر شبکات التواصل الإجتماعى للمتغیرات الفیزیقیة تبعا للنوع (الذکور والإناث) لقبائل العبابدة والبشاریة، تحدید أهم الوسائل التى یمکن الإستعانة بها لمواجهة الجوانب السلبیة الناتجة عن إنتشار إستخدام الشبکات الإجتماعیة بالإضافة إلى الوسائل التى یمکن الإستعانة بها للإستفادة من الجوانب الإیجابیة من استخدام شبکات التواصل الاجتماعى وتدعیمها، والتعرف على نمط الحیاة وخصائصها لدى تلک القبائل من النواحى الإجتماعیة والإقتصادیة والسیاسیة لما تتمیز بها هذه القبائل. وتعتبر قبائل العبابدة والبشاریة قبائل تستوطن فى صحراء محافظة أسوان (وادى العلاقى) والبحر الأحمر وهى قبائل تعتبر مجالاً للدراسة حیث أن هذه القبائل مرت بمجموعة من المتغیرات تشمل کافة أنماط الحیاة مما آثار الفضول فى ذهن الباحثة فى التساؤل الرئیسى الذى یمثل مشکلة البحث وهو على الوجة التالى هل هناک متغیرات إجتماعیة وفیزیفیة أحدثتها وسائل التواصل الإجتماعى ومدى تأثیرها على شباب قبائل العبابدة والبشاریة ما بین (الذکور والإناث داخل هذه القبائل؟ وما الفروق فى نوعیة ونمط الحیاة بین قبائل العبابدة والبشاریة؟ حیث تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الأنثروبولوجیة الوصفیة Descriptive وتقوم تلک الدراسات على وصف معطیات الواقع الإجتماعى ومحاولة تفسیره. وقد أستخدم الباحثون المنهج الوصف التحلیلى وتحدید العلاقات التى توجد بین الظواهر والإتجاهات التى تسیر فى طریق النمو والتطویر والتغییر وإنطلاقا من هذا الوصف معتمدة على نظریة النسق الإیکولوجى ونظریة البناء الوظیفى وتحدید العلاقات التى یمکن من خلالها وضع التنبؤات عن الأوضاع المستقبلیة. واستخدمت أیضاً المنهج الإحصائى لتحلیل البیانات المیدانیة ووصفها إحصائیاً. وأستخدم الباحثون کلا من (الملاحظة، الملاحظة بالمشارکة، الإخباریین، الإستعانة ببعض الصور الفوتوغرافیة، مقابلات شبه مقننة والتدوین والکتابة بالقلم والأوراق). ثم تحدید عینة من الأفراد الذین یعیشون فى (صحراء محافظة أسوان ممن یسکنون بوادى العلاقى والبحر الأحمر) وتتکون عینة الدراسة من (70) سبعون مفردة وینتمون لقبیلتى العبابدة والبشاریة من شباب (ذکور وإناث) وأفراد عادیین وشیوخ وکبار القبیلتین.
وبعد تحلیل وعرض وتفسیر البیانات توصلت الدراسة إلى عدة نتائج لعل من أهمها لا توجد تغییرات إجتماعیة ولکن توجد تغییرات فیزیقیة ولکن لیست تغییرات کبیرة لدى شباب هذه القبائل ولقد أثرت وسائل التواصل الإجتماعى على شباب هذه القبائل من (ذکور وإناث) بنسب واحدة. ومن أهم النتائج أیضاً التى توصلت إلیها الباحثة هى وجود مجتمع جدید بمتغیرات دخیلة لا یؤدى إلى تغییر الثقافات لدى هذه القبائل خاصة والبدو عامة وذلک یرجع إلى مدى تعلقهم بعاداتهم وتقالیدهم فى المقام الأول.
ومن توصیات الدراسة ضرورة تفعیل بروتوکول تعاون بین وزارة التعلیم العالى ومکتب شئون القبائل المسئول عن منطقة البحث للنهوض بالناحیة التعلیمیة خاصة بالنسبة للمرأة وتمکینها من العمل للإستفادة منها لتکون عضواً فعالاً فى المجتمع، وإقامة قوافل ثقافیة بالتعاون مع وزارة الثقافة والقیادات القبلیة لضرورة القضاء على الإنعزالیة فى ذلک المجتمع بشبابة (ذکور وإناث) مدعمة بالندوات التثقیفیة، المؤتمرات الأدبیة، الإحتفالات الوطنیة، العروض والمعارض والورش الفنیة البیئیة للإستفادة من الخدمات البیئیة والشباب وذوى الهمم. ولکسر الإنعزالیة التى یعیشها ذلک المجتمع، والإستفادة منها کوجهة سیاحیة مما یجبر شباب تلک المناطق على تعلم اللغات ومحو الأمیة الإلکترونیة وجعلهم من مجتمع قبلى منغلق إلى مجتمع منفتح على العالم بأسرة وبذلک یخلق فرص عمل للشباب فى شتى المجالات (الحرف الیدویة والصناعات المبتکرة والإرشاد السیاحى. ...إلخ). تدعیم من وزارة الإتصالات والتکنولوجیا المعلومات بالتعاون مع وزارة التربیة والتعلیم فلا یمکن حث الشباب على خوض التکنولوجیا الرقمیة بدون توفیر البنیة التحتیة اللازمة لذلک، ومحو الأمیة الإلکترونیة مرتبط أولاً بمحو الأمیة التعلیمیة لخلق جیل جدید منفتح على العالم. الإهتمام بالتکامل بین مؤسسات الخدمات الإقتصادیة والإجتماعیة والقوافل الطبیة لتطویر هذه المناطق.