الأثر البیئی والاقتصادی لاستخدام الکتلة الحیویة کبدیل متجدد لمصادر الطاقة المتجددة - دراسة تطبیقیة

تعتبر الطاقة ومصادرها فی الوقت الحالی محط أنظار دول العام کافة، وقد أصبح الطلب علی الطاقة یتزاید بصورة مضطردة لما لها من أثر واضح فی زیادة معدلات النمو الاقتصادیة وما لها من أهمیة فی رفاهیة المجتمعات،  وما نتج منه من استنزاف مفرط للموارد الطبیعیة، وبخاصة الأحفوریة منها، نتیجة للتزاید المستمر فی معدل استهلاک العالم منها لتلبیة حوالی 80% من احتیاجاته بینما مصادر الطاقة تتناقص بمعدل متزاید مع الزمن، الأمر الذی بات یهدد أمن الطاقة العالمی، وترتب على ذلک شکلاً آخر من أشکال التهدید المرتبطة بالطاقة، وهو التلوث البیئی الذی زادت حدته بوجه ملحوظ وکان له الأثر السلبی على التوازن البیئی. ولهذا تم البحث عن مصادر بدیلة للطاقة النظیفة (الطاقات المتجددة) تتمیز بالاستدامة وعدم النضوب لتحقیق التوازن البیئی وتأمین الطاقة للأجیال القادمة.
استهدف البحث دراسة الأثر البیئى والاقتصادی لاستخدام الکتلة الحیویة فی إنتاج طاقة جدیدة  کبدیل للوقود الإحفوری مما یؤدی إلى التخلص من النفایات العضویة بطریقة مثلى لتدویر النفایات وتقلیل التلوث البیئی الناتج عنها والتقلیل من إستهلاک الوقود الإحفوری کمصدر للطاقة.
تمثلت مشکلة البحث فی تراکم آلاف الأطنان من المخلفات بجمیع أرجاء البلاد ولما فی ذلک من أثر سلبی على البیئة، وفی نفس الوقت وجود أزمة فی الطاقة التقلیدیة نتیجة التزاید المستمر فی معدل استهلاکها کما أن استخدامها یؤدی إلی انبعاثات ضارة لها تأثیر مدمر علی البیئة.
ولتحقیق أهداف الدراسة تم عمل دراسة حالة تطبیقیة على على مخلفات القمامة بمحافظة المنیا - بجمهوریة مصر العربیة -والمتضمنة تسع مراکز وسبعون قریة، وکان حجم العینة عدد 300 فرد لعدد 60 أسرة (30 أسرة تتمیز بالطابع الحضرى، و30 أسرة تتمیز بالطابع الریفى)، مع وجود إختلاف فى مستوى الدخل المعیشى والتعلیمى للأسر قید الاختبار، وذلک بتجمیع وفرز المخلفات الصلبة الناتجة من المنازل طبقا للعینات التى تم إختیارها على مستوى المحافظة والمراکز، وذلک خلال عام 2017.
وتوصلت الدراسة إلی مدى إمکانیة التخلص من الکمیات الهائلة لمخلفات الکتلة الحیویة وتحویلها إلی طاقة ومواد ذات قیمة مضافة مما یساهم فی حل أزمتى الطاقة والبیئة ویوفر على الدولة دعم الطاقة وتحد من استیرادها وتقلیل التلوث الناتج عن استخدامها، ومدى التأثیر الإیجابی لذلک فى استهلاک الطاقة على الناتج القومى , والسلبی على إنبعاثات ثانى اکسید الکربون.
وتوصی الدراســة بالاهتمام بالکتلة الحیویة وتشجیع مشروعات تحویل المخلفات إلی طاقة حیویة وتقدیم الدعم الکامل لها وتشجیعها لدورها الرائد والفعال فی حمایة البیئة من التلوث الناتج عن تلک المخلفات، ومن جهة أخری الاهتمام بطاقة الکتلة الحیویة کمصدر بدیل قوی مضاف إلی المصادر المتجددة.