برنامج مقترح لمحددات الضمان الاجتماعی فی مصر لتحقیق التنمیة الاجتماعیة المستدامة

هدفت هذه الدراسة الی التعرف علی محددات الضمان الاجتماعی فی مصر ومعوقاته ومدی توافق هذه المحددات مع المعاییر الدولیة للضمان الاجتماعی. بالإضافة إلی التعرف على دور الضمان الاجتماعی فی مصر فی تحقیق التنمیة الاجتماعیة المستدامة وآلیات تعزیز هذا الدور، ومن ثم الخروج ببرنامج لتطویر آداء صنادیق الضمان الاجتماعی لتعزیز دورها فی تحقیق التنمیة الاجتماعیة المستدامة فی ضوء المعاییر الدولیة.
وقد سعت الدراسة من خلال منهج "دراسة الحالة"، إلی دراسة الصنادیق التابعة للهیئة القومیة للتأمین الاجتماعی، وهما "صندوق تأمینات العاملین بالقطاع الحکومی، وصندوق تأمینات العاملین بالقطاع العام والخاص" دراسة متعمقة. واعتمدت فی تحقیق أهدافها علی دراسة التشریعات، المزایا والمنافع التأمینیة، النظام الإداری والموارد البشریة، العلاقات العامة، التمویل، واستثمار أموال الصنادیق کمحددات أساسیة ومسئولة عن تحقیق التنمیة الاجتماعیة. کما استخدمت الدراسة أیضاً "المنهج المقارن" لمقارنة آداء الصنادیق بالمعاییر الدولیة للضمان الاجتماعی. وقد تم جمع البیانات من خلال مجموعة من الادوات وهی : الملاحظة المباشرة، والمقابلات المتعمقة، وفحص الوثائق من اتفاقیات دولیة وقوانین وتشریعات وقرارات وزاریة وتعلیمات إداریة. کما استعانت الدراسة بنظریتین اجتماعیتین وهما: النظریة البنائیة الوظیفیة ونظریة الأنساق.
وأسفرت نتائج الدراسة عن أن سیاسات نظام الضمان الاجتماعی فی مصر بعیدة عن المعاییر الدولیة، وأن التحدیات التی تواجه نظام الضمان الاجتماعی المصری تتأثر بشکل مباشر بطریقة إدارتها والتعامل معها، إذ یمکن للإدارة الجیدة، والإنفاذ الفعال للقوانین، إقامة نظام تأمین اجتماعی شامل التغطیة وملائم اجتماعیاً واقتصادیاً، حتى فی ظل توفر موارد متواضعة، إذا کانت هناک سیاسات اجتماعیة واقتصادیة مدعومة بإدارة سلیمة ومبنیة على حوار اجتماعی توافقی.
وقد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصیات تم بلورتها فی برنامج مقترح لتطویر آداء صنادیق الضمان الاجتماعی وتعزیز دورها فی تحقیق التنمیة الاجتماعیة المستدامة. ویتضمن البرنامج تسعة محاور وهی: التعدیل التشریعی، الاستقلالیة المالیة والإداریة، الحوار الوطنی التوافقی،  تطویر الموارد البشریة، إعادة الهیکلة، تطویر الخدمات وتبسیط الإجراءات، تعزیز الرقابة والتنظیم والمساءلة والشفافیة، دعم عملیة رسم السیاسات وصنع القرار، وأخیراً تکریس ثقافة التمیز.