قیاس العوائد الاقتصادیة والبیئیة للتوسع فى إنتاج الزیوت النباتیة غیر المستخدمة فى الغذاء لإنتاج الوقود الحیوی فى مصر

تُعتبر الطاقة عنصر أساسى لتحقیق تنمیة إقتصادیة ولکن المصدر التقلیدى المُهیمن على الطاقة هو الطاقة الأحفوریة أى النفط ونتیجة لأسباب عدیدة أهمها النضوب المتوقع للنفط بنهایة القرن الحادى والعشرین وإرتفاع أسعار النفط والتأثیرات السلبیة للإنبعاثات السامة من الوقود الأحفورى على البیئة والمناخ لذا کان لابد من البحث عن مصادر بدیلة متجددة مثل الطاقة الشمسیة وطاقة الریاح والطاقة الحیویة. ودوافع البحث عن مصادر بدیلة للطاقة التقلیدیة هى: أمن الطاقة العالمى (هدف سیاسى واقتصادی)؛ القلق من تغیر المناخ (هدف بیئى)؛ إنخفاض تکلفة الطاقات المتجددة (هدف اقتصادی)؛ دعم المنتجین الزراعیین (هدف زراعى واقتصادی). لذا إستهدفت الدراسة قیاس العائد الاقتصادی والبیئى للتوسع فى إنتاج الزیوت النباتیة غیر المستخدمة فى الغذاء بغرض إنتاج الوقود الحیوی حیث بدأت تُجرى حالیاً فى مصر بحوث ودراسات بهدف إنتاج وقود حیوى کبدیل للسولار والبنزین ولکن حتى الأن لم یتم إنتاجه بهدف تجارى ویرتبط إنتاج الوقود الحیوی بالقطاع الزراعى، لذا یمکن السعى للإستفادة من الإمکانات الهائلة التى تتمتع بها من حیث وفرة الأراضى الصحراویة بها الغیر مستغلة واراضى مهمشة وموارد مائیة لإنتاج الوقود الحیوی کأحد مصادر الطاقة المتجددة وتم دراسة محاصیل الطاقة التى تصلح لإنتاج وقود حیوى وتم إختیار ثلاث نباتات محل الدراسة وهى تصلح للزراعة فى البیئة المصریة وتصلح للزراعة فى الأراضى المهمشة والصحراویة وبمیاه صرف صحى وذلک لعدم حدوث تضارب بین کل من الغذاء والطاقة. وتم دراسة الأثر البیئى لمحاصیل الطاقة وتاثیر إنتاج الوقود الحیوی من محاصیل الطاقة على کلاً من التغیر فى إستخدام الأراضى، على المیاه، على التربة الزراعیة، على التنوع البیولوجى ودراسة الاثر الاقتصادی وتکالیف إنتاج الوقود الحیوی (البیوجازولین والبیودیزل) بطریقتى التکسیر الحرارى وطریقة الأسترة بدایة من تکالیف زراعة محاصیل الطاقة حتى مرحلة الحصول على البیوجازولین والبیودیزل.
 
ولتحقیق أهداف الدراسة تم إتباع المنهج الوصفى التحلیلى حیث قام الباحثون بالدراسة النظریة من خلال تحلیل وتجمیع المعلومات بإتباع المنهج الإستقرائى والاستعانة بالبیانات الإحصائیة والمعلومات المطبوعة والمنشورة فى الدوریات والمجلات المحلیة والدولیة والدراسة العملیة من خلال تصمیم استمارة إستبیان جمعت بالمقابلة وتضمنت مجموعة من العبارات تقیس إتجاهات العینة تجاه متغیرات الدراسة وقامت الباحثة بإختیار مجتمع البحث من الجهات ذات الصلة بمجال الطاقة التقلیدیة والجدیدة والبحوث الزراعیة والوقود الحیوی والبیئة والعینة هى (100) مفردة.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالیة: یوجد علاقة معنویة ذات دلالة إحصائیة بین إستخدام الزیوت النباتیة الغیر مستخدمة فى الغذاء لإنتاج الوقود الحیوی وحدوث أثر اقتصادی إیجابى. یوجد علاقة طردیة بین زیادة الإعتماد على الوقود الحیوی وإنخفاض الإنبعاثات والملوثات. یوجد علاقة جوهریة بین زیادة إستغلال الأراضى الصحراویة المستخدمة فى زراعة نباتات غیر مستخدمة فى الغذاء وخلق فرص عمل جدیدة.
وتوصی الدراسة بوضع مجال الطاقة المتجددة ضمن أولویات الإستثمار والانفاق الحکومى بمصر، إنشاء مراکز بحثیة فى الطاقة المتجددة وتأهیل کوادر ومهارات فنیة ودعم مشروعات الطاقة المتجددة، أن یتم تصمیم مشروعات الوقود الحیوی وتشغیلها من قبل الدولة وان یشارک فیها جمیع أصحاب المصلحة.
الکلمات الدالة: الطاقة المتجددة، الوقود الحیوی، التنمیة المستدامة.