تقییم تجربة تطویر العشوائیات بإقلیم القاهرة الکبرى ومردودها الإقتصادی والبیئی دراسة تطبیقیة على حی منشأة ناصر

تعد ظاهرة النمو العشوائى للتجمعات السکنیة ظاهرة عالمیة منتشرة فى اغلب الدول النامیة، 862.6 ملیون شخص هو عدد سکان العشوائیات بالمناطق النامیة فى العالم، ویبلغ 60 % من السکان فى أسیا بینما تستحوز أفریقیا على 26.2 % وتضم أمریکا اللآتینیة ودول الکاریبى نحو 13.1 %، وتشیر تقدیرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشریة إلى أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن یعیش أکثر من 50 % من سکان العالم فى العشوائیات مما سیطلق على کوکبنا بکوکب العشوائیات فضلا على ان العقود القادمة سوف تشهد نموا حضریا غیر مسبوق ولآ سیما فى المناطق النامیة والفقیرة الأمر الذى یؤدى إلى نشوء المزید من مظاهر الفقر بالمناطق الحضریة والتى یصاحبها نشوء العدید من المناطق العشوائیة التى تفتقر إلى أدنى متطلبات العیش الکریم وکل أنواع الخدمات بما فیها المسکن الملائم وسیکون ذلک أکثر وضوحا فى مجتمعات العالم الثالث حیث لآ یصاحب النمو الحضرى أى نمو إقتصادى وإجتماعى أو مراعاة للبعد البیئى یمکن الإعتداد به.
فالإسکان العشوائى ظاهرة إتسمت بالإنتشار السریع ولا سیما فى إقلیم القاهرة الکبرى وأدت العشوائیة الى تدهور فى البیئة السکنیة ککل علاوة على اثارها السیئة على النواحى الإجتماعیة والسلوک الإنسانى داخل الإقلیم، وتحیط المناطق العشوائیة بالإقلیم وخاصا على الأراضى الزراعیة المحیطة به فى الشمال والغرب والجنوب وأیضا على الأراضى الصحراویة فى الشرق کما فى حى منشأة ناصر حالة الدراسة علاوة على ترکزه فى أقصى الجنوب حول المناطق الصناعیة وأیضا توجد بالأراضى الفضاء داخل الکتلة السکنیة بالمدینة، کما ان هذا النمو العشوائى له اثاره السیئة على المدن المصریة الأخرى إذ ان جزء من هذا النمو لم یحدث فى مواقع مرغوبة کما انه اسفر فى بعض الأحیان کما هو الحال فى اقلیم القاهرة الکبرى الى تحول الأراضى الزراعیة بصورة عشوائیة الى استخدامات حضریة مما ادى الى اذدیاد الضغط على شبکات المیاة والصرف الصحى والکهرباء الى ما غیر ذلک من مشاکل .
و مما لآ شک فیه ان تنامى المناطق العشوائیة فى ربوع المحافظات المصریة، خاصة المحافظات الحضریة قد تم عبر الشهور والسنین، وبالرغم من الجهود التى تبذل لتنمیة هذه المناطق إلا أن هذه الجهود لن یؤتى ثمارها مالم نقرن تنظیم النزوح بإصلاح حال القریة المصریة وتحویلها إلى مجتمع منتج مدعوم بمستوى إنسانى مقبول من الخدمات فلا حل إلا بالقضاء على أسباب الطرد الناشئة فى القریة المصریة من فقر واختناق وانعدام للخمات مع توفیر فرص وإمکانیة حقیقیة للتنمیة والإنتاج ووصله بالمدینة للتسویق.
یتناول هذا البحث سیاسات ومداخل التعامل مع الإسکان الغیر رسمى فى مصر بصورة عامة واقلیم القاهرة الکبرى بصورة خاصة وتقییم تجربة التطویر التى تمت فى الإقلیم خاصا ً فمنذ منتصف القرن الماضى تحاول الحکومات المتعاقبة إیجاد حلول لتلک القضیة الهامة من خلال تنفیذ عدد من السیاسات لمواجهة النمو العشوائى لتلک المناطق والأمر اصبح جدیا منذ عام 2014 حین الزم الدستور المصرى الحکومات المتلاحقة بالقضاء على العشوائیات وحق المواطن فى المسکن الملائم ویتناول البحث تقییم المخططات من خلال الفترة منذ عام 2000 الى الأن للتعامل مع المناطق الغیر رسمیة والحد من نموها وفقا للمخططات والسیاسات التى اتبعت والتعرف على الإیجابیات والسلبیات لتلک المداخل ومدى مساهمتها فى حل مشاکل المناطق الغیر رسمیة وعرض تجربة تطویر حى منشأة ناصر لتقییم مخطط التطویر والثروة العقاریة التى قدمت وتحدید عناصر الجذب وعناصر الطرد التى حدثت فى الحى لإستخلاص مؤشرات ودروس مستفادة تساهم فى صیاغة رؤیة تخطیطیة جدیدة لمداخل التطویر لمناطق الإسکان الغیر رسمى.