الآثـار السلبیة لـدعم الـطاقـة على میزان المدفوعات المصری خلال الفترة من 2004 – 2014

تهدف هذه الدراسة إلى تحلیل الآثار السلبیة لدعم الطاقة على الاقتصاد المصری خلال الفترة من 2004 إلى 2014 واقتراح إطار لترشیده، وتوضح الدراسة بأن مشکلة دعم الطاقة فی مصر من أکبر المشاکل الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة، وباعتبارها قضیة غیر واضحة المعالم، وتتلخص أبعادها فی تزاید الاحتیاجات الاستهلاکیة والضغوط السکانیة من ناحیة، مع موارد اقتصادیة محدودة من ناحیة أخرى، حیث تعددت آثارها السلبیة على کافة الجوانب، وکذلک المخاطر التی تتعرض لها الموازنة العامة ومیزان المدفوعات، نتیجة تزاید الانفاق الحکومى على دعم المنتجات البترولیة والغاز الطبیعی، ویأتی ذلک على حساب مجالات عدیدة کالتعلیم والصحة. وتضع الدراسة إطار مقترح یساهم فى اصلاح الدعم فی مصر، من خلال التجارب الدولیة، والدروس المستفادة من الإصلاح، کمحاولة لتطبیق الجوانب الناجحة من عملیة الإصلاح.
وتوصلت الدراسة إلى عرض رؤیة لإصلاح الدعم من منظور االاقتصاد الإسلامی، وترشید نفقاتة والعمل على تخفیف حدة آثاره السلبیة، وتحویل الوفر المالی الناتج من الإصلاح لمحدودی الدخل. والدلیل على ذلک من قوله تبارک و تعالى :﴿وَالَّذِینَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَلَمْ یَقْتُرُوا وَکَانَ بَیْنَ ذَلِکَ قَوَامًا﴾ [سورة الفرقان، الآیة : 67]. وعملًا بقوله صلى الله علیه وسلم (لا تسرفوا فی الماء حتی لو کنتم علی نهر جار) رواه الإمام أحمد وبن ماجة رقم (416).
وتوضح الدراسة الجوانب السلبیة لدعم الطاقة فی مصر، ووجود علاقة ذات دلاله بین تزاید دعم الطاقة، وبین وزیادة العجز فی الموازنة العامة، حیث بلغ قیمة العجز الناتج عن دعم الطاقة من 43.3 ملیار جنیه عام 2006/2007 إلى 71.2 ملیار جنیه عام 2007/2008 بنسبة زیادة 64%، وشهد العجزالمالى الکلی خلال نفس الفترة من 54.7 ملیار جنیه عام 2006/2007 إلى 61.1 ملیار جنیه بنسبة زیادة تقد ر11.7%، والعجز الکلی فی الموازنة کنسبة من الناتج المحلى الإجمالی عام 2008 بلغ 6.8% (و هی تُعد من أعلى المعدلات العالمیة) .
والأدوات المستخدمة فی البحث نظرًا لاعتمادها علی الأسلوب الاستقرائی، من خلال الرجوع الی البیانات والمعلومات المتوفرة والاستنتاج المنطقی لأبعاد المشکلة، والاعتماد علی التقاریر المختلفة فقد حصلت الدراسة علی البیانات الخاصة ( لدعم الطاقة ) من التقاریر السنویة للهیئة المصریة العامة للبترول، إما البیانات الخاصة( بمؤشر الاقتصاد الکلی) تم الحصول علیه من الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء، ( والبیانات الدولیة ) فتم الحصول علیه من صندوق النقد الدولی من خلال الموقع الإلکترونی (International Financial Statistic (ifs).
وتوصل الباحثون الی نتائج عد یدة منها، توجد علاقة طردیة ذات دلالة بین مشکلة زیادة الواردات، وبین تفاقم مشکله دعم الطاقة، الذی شجع علی الأسراف فی الأستهلاک المحلی من کافة منتجات الطاقة والغاز الطبیعی، مما أدی الی زیادة الواردات فى الفترة من (2004-2014)، حیث تزاید عجز میزان المدفوعات (المیزان البترولی المصرى ) من 5.7 ملیار دولار فی عام2004 /2005 الی 12.4 ملیار دولار عام 2007/ 2008 بنسبة 118%.
وقد أوصى الباحثون الحکومة بإنشاء جهاز یکون مهمته تحصیل أموال ( زکاة المال) المفروضة علی المسلمین، والتی تقدر بنحو 75 ملیار جنیه سنویًا، من أجمالی قیمه الودائع إلا سلامیة فی البنوک المصریة والتى تبلغ نحو 2.9 بلیون جنیه سنویًا (د/ صفوت النحاس 2016)0
استخدم الباحثون منهجین من أسالیب البحث العلمی، المنهج الأستقرائی، والمنهج الوصفی التحلیلی، وحقیقة الأمر فإن کلا المنهجین یکمل الأخر، المنهج الاستقرائى ساعد على توضیح مفاهیم الدعم- حیث یختلف التعریف باختلاف منظور الدراسة ومحل اهتمامها البحثی، والمنهج الوصفی قدم حلول للتخفبف من حدة الاثار السلبیة للدعم، وقدم نتائج مفیدة فی عملیة اصلاح الدعم وترشیده.ممانتج عنه وفرا ملیا تم تحویله لزیادة المعاشات وتحسین مستو الخدمات الصحیة والتعلیم فی مصر.