استراتیجیات تسعیر المیاه کأداة اقتصادیة نحو تحقیق الأمن المائی

أدت ندرة المیاه الناتجة عن سوء الاستخدام، التلوث، التغیرات المناخیة بالإضافة إلى الآثار المتوقعة من إنشاء سد النهضة وغیرها من العوامل إلى الاتجاه لبذل کل الجهود الممکنة لإعادة توزیع المیاه المتوفرة لتعظیم الاستفادة منها اقتصادیا واجتماعیا وذلک لتحقیق الأمن المائی بالمجتمع. وتحقیق ذلک یتطلب تخصیص مبالغ طائلة لقطاع المیاه لیتم إحلال وتجدید الشبکات المتهالکة للقضاء على مشکلة عدم وصول المیاه لنهایات الترع، تطبیق الأسالیب الحدیثة فى الری الموفرة للمیاه، معالجة المیاه العادمة لإعادة استخدامها، تطبیق أسالیب الحد من التلوث وغیرها. ونظرا لتعرض الاقتصاد المصری للتراجع خلال الأعوام الماضیة نتیجة قیام ثورتین.
أدى الی تراجع الاقتصاد المصری بسبب تراجع السیاحة وتحویلات المصریین بالخارج والتصدیر والعدید من الأنشطة الاقتصادیة الحیویة فکان على الدولة اعادة النظر فى الاسعار التى تقدم بها الخدمات للمواطنین ومنها المیاه. ونظرا للطبیعة الخاصة للمیاه کعنصر اساسی للحیاة فلا یمکن ان یتم التعامل معها باعتبارها سلعة اقتصادیة یحکمها قوى العرض والطلب وکذلک لاعتبار الامم المتحدة الحصول على المیاه الکافیة للعیش بکرامة وانسانیة من ضمن الاعلان العالمی لحقوق الانسان.
لذا وجب دراسة الاسلوب الامثل لتسعیر المیاه ( کحافز لتوفیر المیاه ام کأداة لتحصیل تکالیف البنیة التحتیة لتوصیل المیاه) والمفاضلة ما بین استراتیجیة السعر الثابت، استراتیجیة الشرائح التصاعدیة، استراتیجیة السعر المتغیر أو استراتیجیة القیاس العفلی للاستخدام مع تثبیت سعر وحدة المیاه وأثره على ترشید الاستخدام وعلى اتاحة الموارد المالیة اللازمة لتعظیم الاستفادة من الموارد المائیة المتاحة والعمل على خلق موارد غیر تقلیدیة ومنها حصاد میاه الامطار والضباب ومعالجة میاه الصرف وتحلیة میاه البحر واستخراج المیاه الجوفیة.
وذلک باستخدام اسلوب التحلیل الوصفى بالتطبیق على المعلومات والتقاریر المنشورة على شکة الانترنت على مواقع المکتبات العالمیة من خلال موقع بنک المعرفة المصرى وبالرجوع للتفاریر المنشورة بعدد من الدول ذات الدخل المتوسط مشابة لمصر.
وتخلص الدراسة لعرض عدد من المعاییر الارشادیة لمتخذ القرار لیتمکن من اختیار اسلوب التسعیر الامثل وذلک نظرا لعدم توفر البیانات الکافیة التى تمکن من اقتراح السعر الاکثر ملاءمة للظروف المصریة من حیث ارتفاع معدلات الفقر وتهالک البنیة التحتیة بالاضافة الى المشکلة الاکبر وهى شح المیاه المرشح للازیاد بسبب اتجاه عدد من دول حوض النیل وبالاخض اثیوبیا لانشاء سدود على منابع النیل مع التأثیرات السلبیة لتغیرات المناخ على الموارد المائیة بمصر.