المشکلات الاجتماعیة والفیزیقیة الناتجة عن تهجیر أهالی منطقتی الکرنک والقرنة وأثرها على العلاقات الاجتماعیة دراسة میدانیة

نوع المستند : Review Article

المؤلفون

کلیة الآداب، جامعة عین شمس

المستخلص

تعد محافظه الأقصر فی صعید مصر من أکبر المحافظات الأثریة حیث تحوی فی جنابتها ثلث آثار العالم، وبناءًا على مکانتها محلیًا وعالمیًا فقد تم اعتماد خطة لجعل الأقصر متحف عالمی مفتوح ضمن خطة للتنمیة الشاملة استناد على دراسة للمرکز الإنمائی للأمم المتحدة وبیانات ودراسات لعدة وزارات وهیئات مصریة؛ إضافة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلوم والثقافة "الیونسکو" التی تعد شریکًا أساسیًا باعتبار الآثار الفرعونیة تراثا إنسانیًا، وشملت خطة التطویر إزالة التعدیات من المنطقة الأثریة، وإزالة المناطق السکنیة المتاخمة مع معبد الکرنک وإعادة تخطیطها، وتحسین شکلها الحضاری؛ وبناءًا على ذلک تم تهجیر قسری لعدد کبیر من أهالی الکرنک فقد وصلت قرارات نزع الملکیة والإزالة إلى أکثر من 5 الآلف قرار إزالة لمنازل یقیم فیها أهالی وشرکات وبازارات سیاحیة یعمل بها أبناء الأقصر، والکرنک الذین یعیشون بالقرب من المناطق الأثریة منذ أکثر من مائة عام بهدف التنمیة والتطویر الذی لم یراعى البعد الاجتماعی للمهجرین مما ترتب علیه تفکیک وتفتیت للعدید من العائلات والأسر التی تربطهم علاقات الدم والقرابة بالإضافة إلى إزالة دواوین العائلات التی تمثل رمزًا للمکانة الاجتماعیة والعائلیة وهدم المحلات التجاریة والبازارات التی تمثل العائد الاقتصادی الوحید لهذه الأسر.
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أسباب تهجیر أهالی منطقتی الکرنک والقرنة بمحافظة الأقصر، وکذلک التعرف على أهم المشکلات الاجتماعیة والفیزیقیة المصاحبة لعمیلة التهجیر، ومعرفة على التغیرات التی أحدثها التهجیر فی العلاقات الاجتماعیة، ومحاولة الکشف عن أهم المعوقات التی تواجه المهجرین بعد تهجیرهم من موطنهم الأصلی، وطرح حلول مقترحة لحل المشکلات الاجتماعیة والفیزیقیة فی مجتمعی الدراسة. وقد تم تطبیق هذه الدراسة على عینة قوامها 197مفردة من الکرنک والقرنة، وسوف تستعین الباحثة فی دراستها بالمنهج الوصفی التحلیلی، والمنهج المقارن للکشف عن أوجه الشبة والاختلاف بین مجتمعی الدراسة، واعتمدت الدراسة الحالیة على مجموعة من الأدوات منها استمارة الاستبیان، ودلیل المقابلة المتعمقة، والملاحظة، والسجلات الاحصائیة، والصور الفوتوغرافیة، وتوصلت الدراسة إلى العدید من النتائج لعلا من أهمها ان التهجیر القسری یؤدى إلى إضعاف الروابط القرابیة نتیجة التفکک الاجتماعی الذى یحدثه، مما ینعکس على نسق المجتمع ککل، وأن ترک الموطن الأصلی والبعد عن الروابط القرابیة قد یؤدى إلى ضغوط اجتماعیة وشخصیة، وان عملیة التکیف مع الظروف الجدیدة سواء کانت اجتماعیة أو ثقافیة أو سیکولوجیة تحتاج إلى وقت لا یعرف مداه، وتوصى الدراسة بضرورة إجراء تقیم شامل وکلی قبل البدء فی تنفیذ أی تهجیر بدوافع التنمیة، وان یتضمن التقییم أثار التهجیر واستکشاف البدائل والاستراتیجیات الکفیلة بتقلیل تلک الآثار والأضرار إلى أدنى حد، والاهتمام بمشارکة کل من یتضرر من عملیات التهجیر وتزویدهم بمعلومات کاملة حول أسباب تهجیرهم والإجراءات الأزمة، مع ضمان مشارکتهم فی التخطیط لعملیة التهجیر، کما یتعین على السلطات المختصة أن توفر لمن تم تهجیرهم مساکن بدیلة وتعویضهم عن الاضرار التی لحقت بهم من جراء التهجیر، کما توصى الدراسة بضرورة  تجنب التهجیر القسری لما له من اضرار اجتماعیة ونفسیة واقتصادیة على المهجرین.

الموضوعات الرئيسية