الموروث الثقافي الشعبي وانعکاسه علي إحداث التکيف الاجتماعي داخل البلاد الحاضة دراسة انثروبولوجية لعينة من الوافدين والنازحين الأفارقة المقيمين بالقاهرة

نوع المستند : Review Article

المؤلفون

1 معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس

2 1) کلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان.

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف الى أثار التقاء ثقافتان الأفريقية ممثلة في الحکاية الشعبية الافريقية (النيجيرية کمثال )؛ ومحاولة کشف النوعٌ من التّأثُّر والتّأثير، والأخذ والعطاء بينهما، فيما يعرف بظّاهرة «التثاقف» (Acculturaltion)، وهي ظاهرةٌ تحدث- عادةً- بصمتٍ وهدوء؛ حيث يتمُّ في کلا الجانبَيْن ( من الثّقافَتَيْن المتلاقيتَيْن) هضم العناصر الثقافية من الطّرف الآخر، بطريقةٍ شبه لا شعورية، وفوق ذلک؛ يتمُّ هذا الهضم بطريقةٍ صحيةٍ تزيد من قوّة تکيُّف الوافد ببيئته الجديدة .وفي الحالة المصرية الافريقية فأن التکيف بين الثقافتين هو اندامج لثقافات ذات أصول مشترکة بعکس المقاومة التي يقوم بها التراث مقابل العولمة.
حيث يمکن أن يکون التحلق حول الحکاية الشعبية آلية للصمود في ظل دورات الضعف الحضاري، حيث عادة ما تميل الجموع البشرية للتکيف مع النمط السائد أيا کان، ويکون دور النخبة العارفة صاحبة الاختيارات التي غالبا ما تنتمي لـ "القيم الإنسانية الأعلي"، هو الصمود والمقاومة والحفاظ على المختلف وتاريخ الذات الجمعي عبر التأکيد على اختيارات قيمية (لا مادية) متخيلة وغائبة وموروثة.. تقف في وجه الانسحاق والاستلاب الحضاري الذى تمثله العولمة بکل حضورها المادي في هذا السياق.تمثلت عينة الدراسة في (21) واحد وعشرون حالة، حيث أجريت المقابلات المتعمقة مع تلک الحالات للتأکد من بعض البيانات، وتدعيماً لعمق الدراسة طبق الباحثون طريقة دراسة الحالة، إذ اختيرت واحد وعشرون حالة لدراستهم بشکل مرکز في مدينة البعوث الاسلامية، تم جمع البيانات بواسطة عدة طرق مثل: المقابلة الشخصية والمتعمقة، والملاحظة بالمشارکة، وصممت أداة بحث هي دليل العمل الميداني واشتملت على (تسعة) موضوعاات وسؤالاً منها أسئلة ذات فئات استجابة محددة، فضلاً عن أسئلة وموضوعات أخرى مفتوحة غير محددة الإجابة، يتعمق فيها عن طريق المقابلات فيما يعرف بالطريقة السوسيو- أنثروبولوجية، ووزعت أداة البحث على جميع الحالات. للتعرف على ميکازنزمات التغير التي اکتسبها الوافدون واستخدم الباحثون النظرية البنائية الوظيفية ونظرية الإنساق کما استخدم المن هج الانثروبولوجي وقد اثبتت النتائج أن هناک تغير حدث في ترکيبة القيم الإجتماعية في العينة محل الدراسة کما ووجد أن هناک تغيراً حدث فى مجموعة القيم السائدة التى يحملها هؤلاء المهاجرون من القبائل الافريقية "النيجيرية "وتحديد شکل سلوکهم فى مجتمعهم الجديد، حيث أتضح سيادة القيم الاقتصادية بينهم يليها القيم السياسية ثم الاجتماعية وأخيراً الجمالية.
وأوصت الدراسة الى ضرورة عدم الترکيز کلية على الجانب الامني فقط في دراسة قضية تواجد الوافدين خاصة الافارقة منهم داخل المجتمع المصري لان دراسة المستوطنات البشرية ليست کذلک فقط, بل هناک من النظم الاجتماعية والخدمات العامة التي لا يحدث التکامل بدونها, ومهما يکن من صعوبات فيجب على المهتمين بشأن تواجدين الافارقة بمصر اعتبار تکيف الوافدين الإفارقة في المجتمع المصري هي من القوى الناعمة في مسألة الامن القومي المصري والبعد الإفريقي وهي الطريقة المثلي لتنمية دور مصر في افريقيا بعتبارها بعدا أستراتيجيا للامن القومي.
کما أوصت بضرورة الاهتمام بالعلاقات الأفريقية لأنها تساعد على الاستقرار وتحقق التعاون وبالتالي التکيف مع البيئة الجديدة.

الموضوعات الرئيسية